بعد حوالي عشرين عامًا من بزوغ أحد أبرز ممارسات العلم المفتوح، وهو الوصول الحر للمطبوعات، انتبهت المؤسسات الدولية والإقليمية إلى وجوب أن تکون دائرة البحث العلمي، بممارستها جميعًا، مفتوحة؛ وأن يشارک فيها عموم الباحثين فضلاً عن الجمهور العام. ولا شک أن الأزمة الصحية العالمية الناتجة عن جائحة کوفيد-19 کانت أحد أبرز دوافع الدعوة إلى العلم المفتوح وتطبيقه، بغرض تسريع إجراءات البحث العلمي ومحاولة التوصل إلى لقاح فعَّال لهذا الفيروس الخطير، فضلا عن التصدي للمعلومات الزائفة حول الفيروس نفسه وإطلاق الطاقات الکامنة في النشاط العلمي على العموم. وتحاول هذه الدراسة التمهيد لهذا الموضوع، والتعريف بالعلم المفتوح، وفک الاشتباک بين المصطلحات الأخرى الدالة ذات الصلة، کما تتناول فلسفة العلم المفتوح، ومبادئه، وممارساته الشائعة في عالم النشاط العلمي اليوم.