بواكير الوعي الثقافي في الكويت 1912-1935

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب/ قسم دراسات المعلومات

المستخلص

بدأت بواكير الوعي الثقافي بالذات تتفتح، في الكويت، عبر التلاقح المعرفي مع أفكار النهضةالإسلامية والقومية العربية، ويعود ذلك إلى موقع الكويت على ساحل الخليج العربي وعقود طويلة من نمط الحياة الاتصالي للمجتمع الكويتي وضغوط التحديث الأجنبية، التي شحذت الشعور بالهوية، ما أفضى إلى تقبل التغيرات في الحياة الاجتماعية وتأثيرات التطور الحضاري، الذي ساد في المناطق المجاورة مثل العراق والهند والشام،
ولا شك أن ثمة عاملاً ذاتياً أسهم في هذه المسألة، هو أن الكويت كانت تمتلك أكبر أسطول في الخليج العربي للتجارة والصيد والغوص على اللؤلؤ، وكانت لأهلها علاقات متصلة مع بلاد الهند وجنوب شرق آسيا وشرق أفريقيا، وأن بعض رجالات الكويت، من علماء وشعراء، عرفوا بأنشطتهم الثقافية والتعليمية في هذه المناطق البعيدة، منهم المؤرخ الشيخ عبدالعزيز الرشيد - في البحرين والكويت وأندونيسيا- والشاعر خالد محمد الفرج الذي أقام في الهند والبحرين (مبارك الخاطر: 1997) ، وقد تعلم في بومبي وأقام مؤسسته (المطبعة العربية).
وهكذا تأثر كثير من الكويتيين، وخاصة منهم الربابنة والبحارة، بالحضارة الحديثة، وتعرفوا على منجزاتها من مؤسسات صحية وتعليمية وثقافية ومواصلات، فأحسوا برغبة في نقل هذه الحضارة إلى بلادهم، كما لا ننسى أن بعضاً من رواد النهضة والتحديث في الكويت هم من العائلات التي عاشت، لفترة من الزمن، في أماكن مثل الهند والعراق، ليتمكن أبناؤهم من التعلم، مثل عائلة السديراوي، والصانع، والفرج...وغيرهم، الذين علموا أبناءهم وبناتهم في المؤسسات التعليمية الهندية، وتعرفوا على الثقافة الهندية، لذلك، لما قامت المؤسسات التعليمية في الكويت ساهم بعض هؤلاء في التدريس في تلك المؤسسات، وسوف نتناول الإسهامات الثقافية والاجتماعية التي ساهم بها أبناء الكويت لتطوير الحركة الفكرية والثقافية

الكلمات الرئيسية